تم إغلاق معبر نصيب الحدودي في نيسان/أبريل 2015م بسبب الحرب على سورية، ليشكّل ذلك ضربة موجعة لاقتصاد المملكة التي سجل التبادل التجاري بينها وبين جارتها الشمالية عام 2010م نحو 615 مليون دولار، قبل أن يتراجع تدريجيا بسبب الحرب، وأعيد فتح المعبر خريف عام 2018م، ليبلغ التبادل التجاري بعد ذلك تحديداً في عام 2020م بين الأردن وسورية 108,7 ملايين دولار وفقاً لأرقام رسمية أردنية.
ومنذ بدء تفشي وباء كورونا، أغلق جزئيا أو كليا مرات عدة في إطار تدابير الوقاية، الى أن أغلق مع جولة المعارك في محافظة درعا التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى وانتهت بالاتفاق على وقف لإطلاق النار ودخول القوات السورية الى أحياء في مدينة درعا اعتباراً من 12 أيلول/سبتمبر/2021م .
علماً أنّ الأهمية الاستراتيجية لمعابر الحدود الأردنية – السورية تتمثّل بكونها تصدّر عبرها بضائع أردنية الى تركيا ولبنان واوروبا وتستورد عبرها بضائع سورية ومن تلك الدول أيضاً. واليوم تجتمع العديد من المؤشرات التي توحي باقتراب افتتاح السوق الحرّة في المعبر منها:
أولاً: تأهيل صالة العرض بشكل شبه نهائي، وحالياً يتم العمل على استكمال تأهيل بقية المرافق والبنية التحتية، وتأمين كوادر العمل وغيرها، ويعول الكثيرون على مساهمة السوق في تنشيط حركة المعبر وزيادة الواردات.
ثانياً: أن بيانات بعض العاملين في المعبر تفيد بعد أن تحفظت إدارة المعبر على إعطاء أي رقم رسمي بأن واردات المعبر خلال النصف الأول من العام الجاري تجاوزت إجمالي ما حققه المعبر من واردات خلال العام الماضي (2021) البالغة نحو 117 مليار ليرة، حسبما دونته جريدة الوطن السورية رسمياً بقلم عبد الهادي شباط.
ثالثاً: تسجل حركة الشحن تحسناً وعلى سبيل المثال يعبر يومياً باتجاه الأراضي الأردنية نحو من 100 شاحنة محملة بالخضار والفواكه معظمها محملة بالبندورة، في حين تتركز معظم حمولات الشاحنات القادمة من الأردن على البطاريات وألواح الطاقة وبعض المواد الأولية التي تدخل في الصناعات المحلية.
رابعاً: تنفيذ عدد من أعمال التأهيل والصيانة خلال الفترة الماضية منذ عودة معبر نصيب للعمل بعد توقفه خلال السنوات الماضية بهدف تحسين الخدمات المقدمة ضمن خطة عمل واسعة تم العمل على تنفيذها في المعبر من إدارة الجمارك بهدف تبسيط الإجراءات وتسهيل حركة المرور للشاحنات والأفراد مع الجانب الأردني وخاصة حركة التبادل التجاري.
خامساً: التوجيه من رئاسة مجلس الوزراء لإدارة معبر نصيب بالإسراع في تأهيل وترميم مباني وساحات المعبر ويتم حالياً العمل على دراسة هذه المباني وتقييم الأضرار وتقدير كلف الترميم والمدة الزمنية التي يتطلبها تأهيل المباني والمنشآت في معبر نصيب وذلك للإسراع بتوفير كل الخدمات التي تحتاجها حركة تنقل الأفراد والبضائع بين البلدين.
ويتوقع مزيد من التعافي- حسب مصدر الخبر المشار إليه آنفاً- في معبر نصيب وتحسّن في حركة الشحن مع الأردن خلال الفترة المقبلة على التوازي مع التسهيلات التي تقدم على جانبي المعبر في البلدين خاصة أنّ معبر نصيب يمثّل بوابة مهمة في شحن الصادرات السورية باتجاه العديد من الدول وأهمها بعض دول الخليج وخاصة المواد والبضائع المعدة للتصدير والتي تزيد على حاجة الاستهلاك المحلي خاصة أن معظم المنتجات السورية مطلوبة لدى الكثير من الأسواق الخارجية سواء كانت منتجات زراعية أم صناعية لما تتمتع به من حرفية وجودة ومنافسة لجهة السعر.
بقلم ساعود جمال ساعود